13 نصيحة لتتجنب إدمان مواقع التواصل الإجتماعي
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أصبح إدمان مواقع التواصل الإجتماعي أمرا متزايد طوال الوقت، الرغبة في التنافس على الحصول على أعلى نسبة متابعين، التحديق المستمر في الهواتف الذكية، فقدان القدرة على التواصل الإجتماعي الحقيقي مع البيئة المحيط بك، ورسم الصور الخيالية للحياة المثالية على واقع إفتراضي هي من أكثر الملامح التي ألحظها من خلال مدمنين هذه المواقع، في الواقع كنت ذات يوم لا أتخيل عدم قدرتي على التواصل يوميا من خلالها، وكنت أعتز بهذا الأمر حتى أستطعت بعد فترة من فهمي جيدا لطبيعتها بالإضافة لشعوري بالملل من الحديث من خلالها إلى التوقف عن إستخدامها لفترات طويلة والنتيجة كانت جيدة ومرضية لحد كبير، يمكنكم إعتبار مجموعة النصائح التالية هي نتائج تجربتي في التعافي من إدمان هذه المواقع التي أشعر بضرورة مشاركتها معكم.
1- احتفظ بجزء من ذكرياتك لنفسك : نعم الجميع يحب مشاركة أفضل اللحظات مع أصدقائه ليشعر بمتعتها، ولكن من قال أن جميع الأشخاص على حسابك هم أصدقائك فعلا !
بالإضافة لإن هناك بعض الذكريات التي يفضل الإحتفاظ بقليل من الخصوصية لها، إجعل لك صندوق ذكريات سري وإستمتع بتجربة الشعور بالذكرى بداخلك أنت فقط أو مع عدد قليل يستطيع إيصال شعوره حقا أمامك بدون الإهتمام بعدد المعجبين بيها على حسابك !
2- لا تبالغ في ردة فعلك : قبل وجود مواقع التواصل الإجتماعي كان هناك العديد من المواقف التي نواجهها يوميا وتمر مرور سريع بدون التفكير بها، الآن أصبحنا نكتب عن كل المواقف التي تمر بها وردود فعلنا ناحيتها بطريقة درامية لجذب إهتمام أكبر بها، بل وإنتظار ردود أفعال أكثر درامية عن طريق التعليقات وإضاعة الكثير من الوقت في مناقشة مواقف إذا راجعتها جيدا ستبدو أتفه من الإهتمام بها ومنحها كل ذلك الوقت.
3- اسأل جوجل : الكثير والكثير والكثير والكثير .. من الاسئلة التي يتم طرحها على مواقع التواصل تستطيع الوصول لملايين الإجابات لها من خلال بحث سريع على جوجل، قبل أن تطرح أي سؤال على صفحتك فكر في طرحه على جوجل، ذلك الصديق الذي لا يخذلك ابدا في العثور على إجابة.
4- استخدم وسائل تواصل أخرى : الهاتف الأرضي، و الهاتف الجوال، تلك الإختراعات وجدت قديما للتواصل مع المجتمع حولك بطريقة أسهل، يمكنك التوقف عن إرسال الرسائل والكتابة طوال الوقت ورفع السماعة للتحدث مع أصدقائك.
5- اصنع قوائم : العديد من المنشورات إن لم يكن أغلبها ستجدها بلا فائدة حقيقية، وستتسبب في إضاعة الكثير من وقتك، أغلب مواقع التواصل تتيح فكرة صنع قوائم لصفحات أو أشخاص محددين وتسميتها باسم خاص لمتابعة أخبارها فقط، ستوفر عليك الكثير في حال رغبتك في الدخول للموقع للوصول لآخر تحديثات هؤلاء الأشخاص أو هذه الصفحات.
6- ضع الأجهزة المستخدمة في التواصل في أماكن بعيدة عنك : سواء كان حاسبك اللوحي، أو هاتفك الجوال، أو حاسبك المحمول ( lab top )، ضع هذه الأجهزة في مكان بعيدا عنك في حال وجودك في المنزل، سيصيبك القليل من الكسل المفيد في هذه الحالة والذي يمنعك من الإنتقال من موضعك عند رغبتك في إستخدامهم للإطلاع على آخر التحديثات على مواقع التواصل.
7- سجل ببريدك الإلكتروني : التسجيل في العديد من المواقع والتطبيقات التي ترتبط بحساباتك على مواقع التوصل قد يكون علة دائمة لك بإنك لا تستطيع الإبتعاد عنها حتى لا تفقد صلتك بالتطبيقات أو المواقع الأخرى، عزيزي المستخدم، هناك حل سحري يدعى البريد الإلكتروني يمكنك إستخدامه في التسجيل في عدد لا نهائي من المواقع والتطبيقات، نرجو التفكير في إستخدامه.
8- مشاعرك ليست وجوه تعبيرية : ربما أكثر خلافاتي مع الأصدقاء عند التحدث معهم على هذه المواقع هي بسبب عدم إستخدامي للوجوه التعبيرية أو ( Emoticons )، حقيقة أشعر بالسخف الحقيقي وعدم قدرتي على التواصل والتكلف في أسلوب الكتابة عند إضطراري لإستخدام تلك الوجوه للتعبير عن حزني أو غضبي أو سعادتي أو سخريتي، هذه الكرة الصفراء لا تمثلني، علينا التدرب جيدا للتعرف على نوعية الحديث الموجهة لنا بدون إستخدام هذه الوجوه التعبيرية، ليست بالأمر الجديد، هذه طبيعة بشرية وجدت منذ القدم وبدأت في الإختفاء في عصر التواصل الإجتماعي الإلكتروني.
9- توقف عن إبداء الرأي طوال الوقت : أنت لست مطالبا بإبداء رأيك في كل الأحداث في العالم طوال الوقت، ستكتشف بمرور الوقت بإنك لست واعيا ومطلعا للدرجة التي تجعلك تكون رأيك الخاص، مواقع التواصل ليست مصدر للتثقيف، الكتابات عليها في كل الأحوال محدودة وتحمل تعصبات شخصية، ولإبداء رأيك بموضوعية في أمر هام وجدي، عليك بالقراءة لجميع الآراء في الكتب المختلفة، أرجو أن نتفق على هذه النقطة،
القراءة، التعامل والإحتكاك مع البشر بشكل مباشر، هما من وسائل التثقيف الحقيقي.
القراءة، التعامل والإحتكاك مع البشر بشكل مباشر، هما من وسائل التثقيف الحقيقي.
10- عش حياتك بدلا من تصويرها : يتخيل لي أحيانا بإن هناك بعض الناس أصبحوا يخرجون خصيصا من أجل التصوير ورفع الصور على مواقع التواصل، بحق ؟! التصوير ليس أمرا سيئا، ولكن إستخدام الكاميرات طوال الوقت لتسجيل لحظات حياتنا يفقدنا الإحساس بهذه اللحظات، قبل أن تصور تلك المشاهد بالكاميرا الخاصة بك، صورها في ذاكرتك وإحتفظ بها للأبد.
11- تجنب الحديث عن المشكلات الشخصية : ستصبح مطالبا وقتها بإستمرار الكتابة لمعرفة أخر التطورات والتحديثات للمشكلة أو الموقف الذي سبق الكتابة فيه، ناهيك عن خطورة فكرة عرض حياتك الشخصية بكافة تفاصيلها على الإنترنت، وفي واقع الأمر مشكلتك الشخصية عند أغلب القارئين لها أو المعلقين عليها ستصبح في طي النسيان بعد دقيقة واحدة من متابعة منشور آخر على الصفحة الرئيسية.
12- اغلق حسابك عدة أيام و استخدم حواجب المواقع : تجربة لابد لك من المرور بها لتتذكر شكل حياتك قبل الدخول لهذه المواقع، تعلم كيف تحيى بدون التفكير في كتابة هذا الموقف أو رفع هذه الصورة على حسابك الشخصي، وفي حالك فشلك في الأمر استعن بحواجب المواقع، وهي إضافات يمكنك وضعها على متصفحك وبعضها يوفر لك خاصية كتابة رسالة تذكرة تظهر لك في حال إذا ضعفت وذهبت لزيارة هذه المواقع.
13- اخرج للواقع : مارس هواية مع أصدقائك، حدد يوما للتجمع العائلي وضع شرطا عدم إستخدام مواقع التواصل في هذا الوقت، اخرج للواقع وتعلم كيف تحيى بعيدا عن هذه المواقع والإستمتاع بتجربة الإحتكاك بالبشر في الحقيقة، معرفة أخبارهم والتعليق عليها، إبداء إعجابك أو إستيائك منها بدون الإضطرار لضغط زر، و التعبير عن مشاعرك بدون استخدام وجوه تعبيرية.
ختاما، هذا المقال لا يهدف للتخويف من مواقع التواصل الإجتماعي أو تصويرها كوحش يلتهم حياتنا ولا نستطيع السيطرة عليه ( وإن كان عند البعض كذلك )، في النهاية هي ككل شيء في هذه الحياة، له ما له وعليه ما عليه، فقط علينا بالإعتدال في إستخدامها قدر المستطاع حتى لا تنقلب الآية ونصبح نحن أدوات عند صناعها والقائمين عليها.
0 التعليقات :
جميع الردود تعبّر عن رأي كاتبيها فقط. حريّة النقد والرد متاحة لجميع الزوار بشرط أن لا يكون الرد خارج نطاق الموضوع وأن يكون خال من الكلمات البذيئة. تذكّر قول الله عز وجل (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد).